أقوم حاليًا بكتابة كتيّب جديد بعنوان "المسيحية الجديدة". إليك أحد المقاطع المأخوذة من المسودة الأولى...
دور الكنيسة
تلعب وسائل الإعلام، وخاصةً الغربية منها،
دورًا كبيرًا في تشويه سمعة الكنيسة المسيحية في هذه الأيام. فعندما تتحدث عن
الكنيسة لا تسمع سوى إشارات إلى التعصب والتطرف، عدم قبول الآخر وعدم القبول
بالنظريات العلمية الحديثة... وكأن العالم ينحصر فقط في أوامر الكنيسة بقتل غليليو
اول من نشر نظرية كروية الأرض خلال العصور المظلمة.
لكن بالرغم من الدعاية السلبية التي تتلقاها
الكنيسة في هذه الأيام من جميع الأطراف، وبالرغم من حقيقة بعض الأحداث التي تنشر
حول اخطاء ارتكبتها الكنيسة بمختلف أطيافها وطوائفها، لا يجب أن ننسى الإنجازات
العظيمة التي حققتها الكنيسة عبر التاريخ والتي تتخطى بما لا يقاس السيئات
والأخطاء التي مرت بها الكنيسة في حقبات محدودة من تاريخها الطويل الذي يقارب الألفي
عام.
لقد كان للكنيسة التأثير الكبير ليس في مجال
تقريب الناس إلى الله وإلى الإيمان بالكائن الأسمى فحسب، بل كان لها تأثيرًا
إيجابيًا على المجتمع فتراها تنشر الثقافة والتعليم في مختلف الدول والحضارات، حتى
أن بعض أهم الجامعات في العالم هي تلك التي أسستها وتديرها الكنائس. وكذلك
المستشفيات والمؤسسات الإنسانية والخيرية. لا حاجة للدليل لأن كل واحد من البشر،
حتى في الاماكن التي يندر فيه وجود المسيحيين، يمكنه أن يرى تأثير الكنيسة في نشر
الثقافة والتعليم والعناية بصحة الإنسان وبتأمين الحاجات الضرورية للفقراء وذوي
القدرات المحدودة وباختصار كان للكنيسة
دورًا في الرقي البشري الذي وصل إليه العالم اليوم.
أمام تقديم التعليم في المدارس والجامعات
المسيحية لكامل المجتمع، وأمام الأعمال الإنسانية التي تديرها الكنيسة من العناية
بالأطفال والفقراء والعجزة وغيرها الكثير من الأعمال الإنسانية، يليق بالكنيسة أن
تأخذ القليل من المدح على انجازاتها. وأنا أرى بأن الغرب سيندم على حربه الشعواء
على الكنيسة، لأن غياب الكنيسة وتأثيرها سيأتي بالويلات على المجتمع. فلطالما كانت
الكنيسة، كمؤسسها يسوع المسيح، صوت الخير والنور في عالم تعمه الفوضى والكره
والضغينة والقتل...
Comments
Post a Comment